تتطور التقنية الصحية في المملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهناك عدة مبادرات وبرامج تهدف إلى تطوير الرعاية الصحية في المملكة باستخدام التقنية، بالإضافة إلى العديد من الاستثمارات الكبيرة في مجال البحث والتطوير في مجال الرعاية الصحية بما يتناسب مع رؤية المملكة 2030. في هذا المقال، سنناقش بعض الأمثلة على أهمية التقنية في تطور خدمات الرعاية الصحي وأبرز التحديات التي تواجه استخدام التقنية الصحية. تعتبر التكنولوجيا من العوامل الفعالة في تطور خدمات الرعاية الصحية في العالم، إذ تمكّنت التقنية من تحسين جودة الخدمات الصحية، وتخفيف العبء عن الممارسين الصحيين، وتمكين المرضى من الوصول إلى الرعاية الصحية بشكل أسرع وأكثر فعالية. ومن أبرز اسهامات التقنية في قطاع الرعاية الصحية ما يلي: 1. تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية: تعمل التكنولوجيا على تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، حيث يمكن للمرضى الاتصال بالأطباء من خلال الإنترنت أو التطبيقات الصحية. ويساعد ذلك على توفير الوقت والجهد في الحصول على الخدمات الصحية، وتقليل الزحام في المستشفيات. 2. تحسين إدارة الملفات الطبية: تمكنت التقنية من تحسين إدارة الملفات الطبية، حيث يمكن للأطباء الوصول إلى ملفات المرضى بسهولة وسرعة من خلال الإنترنت. ويساعد ذلك على تحسين جودة الرعاية الصحية، وتقليل الأخطاء الطبية. 3. تحسين الاتصال بين الأطباء والمرضى: تعمل التكنولوجيا على تحسين الاتصال بين الأطباء والمرضى، حيث يمكن للأطباء إرسال تقارير المرضى والوصفات الطبية بسهولة إلى هواتفهم الذكية أو الحواسيب اللوحية. ويساعد ذلك على تحسين جودة الرعاية الصحية، وتقليل الزمن اللازم لإعداد التقارير الطبية. 4. تحسين الرصد الطبي: تمكنت التقنية من تحسين الرصد الطبي، حيث يمكن للمرضى استخدام الأجهزة الطبية المتطورة لرصد حالاتهم الصحية ومراقبة مؤشراتهم الحيوية في الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وإرسال البيانات إلى الأطباء بشكل مستمر. ويساعد ذلك على تحسين جودة الرعاية الصحية، وتحديد الأمراض في وقت مبكر. 5. تحسين الروبوتات الطبية: تعتبر الروبوتات الطبية من التقنيات الحديثة والأكثر تطورًا في خدمات الرعاية الصحية، حيث يمكن للروبوتات تحليل البيانات الطبية وتوفير الرعاية الأولية للمرضى. ويساعد ذلك على تحسين جودة الرعاية الصحية، وتخفيف العبء عن الممارسين الصحيين. التحديات الرئيسية التي تواجه استخدام التقنية في مجال الرعاية الصحية: بالرغم من كون التقنية من العوامل المساهمة في تطور خدمات الرعاية الصحية في العالم، إلا أنها تواجه بعض التحديات والصعوبات في تطبيقها في مجال الرعاية الصحية. ومن أبرز هذه التحديات: 1. عدم توفر التمويل الكافي: تعتبر التكنولوجيا من العوامل المكلفة، والتي تتطلب تكاليف باهظة، وعدم توفر التمويل الكافي يعد أحد التحديات الرئيسية التي تواجه استخدام التقنية في مجال الرعاية الصحية. ويحتاج التطبيق الفعال للتقنية في الرعاية الصحية إلى استثمارات كبيرة في الأجهزة والبرامج والبنية التحتية، وهذا يتطلب جهودًا كبيرة من الشركات والمستثمرين لتوفير التمويل الكافي. 2. القلق بشأن الخصوصية: يشكل القلق بشأن الخصوصية والأمان أحد التحديات الرئيسية التي تواجه استخدام التقنية في مجال الرعاية الصحية، حيث يتطلب استخدام التقنية تخزين كميات كبيرة من البيانات الطبية الحساسة للمرضى. لذا يجب على المنظمات الصحية والحكومات والشركات المسؤولة عن تطوير التقنية في مجال الرعاية الصحية ضمان حماية البيانات الشخصية للمرضى وتطبيق الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية هذه البيانات. 3. عدم قدرة الأطباء على استخدام التقنية: تواجه التقنية في مجال الرعاية الصحية تحديًا آخر يتمثل في عدم قدرة الأطباء على استخدام التقنية بشكل فعال، بسبب نقص التدريب والخبرة في استخدام التقنية الحديثة. ويحتاج الأطباء إلى التدريب المستمر والتحديث على أحدث التقنيات لتمكينهم من استخدامها بشكل فعال في مجال الرعاية الصحية. 4. عدم توافر البنية التحتية اللازمة: عدم توافر البنية التحتية اللازمة لتطبيق التقنية بشكل فعال يعد من أبرز التحديات التي تواجهها بعض الدول أو المناطق. حيث تتطلب التقنية في مجال الرعاية الصحية البنية التحتية اللازمة، مثل شبكات الإنترنت السريعة والأجهزة المتطورة، وهذا يتطلب جهودًا كبيرة من الحكومات والشركات لتوفير هذه البنية. 5. قلة التفاعل بين المرضى والتقنية: يواجه بعض المرضى صعوبة في استخدام التقنية وفهم كيفية استخدامها. ويحتاج المرضى إلى التدريب والتوعية على كيفية استخدام التقنية في مجال الرعاية الصحية وفوائدها. 6. التحديات القانونية: تختلف التشريعات واللوائح الصحية من بلد لآخر. ولذلك يجب على الشركات والمنظمات المسؤولة عن تطوير التقنية في مجال الرعاية الصحية الالتزام بالتشريعات واللوائح الصحية المحلية والدولية لتطبيق التقنية بشكل قانوني وفعال. ختامًا يمكن القون أن مستقبل الرعاية الصحية باستخدام التقنية يعد مستقبلًا مشرقاً، حيث يمكن أن تساهم التقنية في تحسين جودة الرعاية الصحية وتقليل التكاليف، وتوفير الوقت والجهد للأطباء والمرضى. لذا يجب تعزيز الشراكة بين المؤسسات الصحية والتقنية، وتطوير السياسات والإجراءات المناسبة لتحسين استخدام التقنية في الرعاية الصحية، وتوفير الموارد اللازمة لتطبيق التقنية في الرعاية الصحية وتحسين الوصول إليها، وتوعية المرضى والمجتمع بفوائد التقنية في الرعاية الصحية وأهمية حماية الخصوصية والأمان الإلكتروني للتغلب على التحديات الحالية واستخدام التقنية على النحو الأمثل.